كلما حلت عطلة من العطل المدرسية إلا ويعود نقاش الواجبات المنزلية إلى التداول بين الآباء والمتعلمين : هل من الضرورري إثقال التلاميذ خلال العطل بواجبات كثيرة أم ينبغي تركهم يتمتاعون بعطلتهم بعد قضاء أسابيع من التحصيل والدراسة ؟
بعض اباء وأولياء الأمور يشتكون من هذه الواجبات, ويرون أنها كثيرة وتفسد العطلة على التلاميذ , بل وعليهم أيضا خصوصا الذين يساعدون أبناءهم على إنجاز هذه الواجبات, حيث يقضون ساعات وطويلة في الحفظ وغيره, دون الاستمتاع بقسط من الراحة بعد أسابيع من الدراسة , بينما هناك آباء آخرون يرغبون بل ويطالبون الأساتذة بتكليف أبنائهم بتمارين كثيرة وواجبات منزلية خلال أيام العطلة لشغلهم أكثر، ولربطهم دوما بالكتب والدفاتر والمدرسة.
وتربويا , يرى العديد من المختصين في شؤون التربية والتعليم , أن الواجبات المنزلية في العطل ربما تكون مطلوبة وحميدة لفئة معينة من المتعلمين، خصوصا أولئك الذين يجدون صعوبات في التعلمات والتي يصعب معالجتها داخل الفصل الدراسي, غير أن ذلك لا يعني بالضرورة إثقال كاهل التلميذ المعني بتمارين كثيرة دون مراعاة الشروط في اختيار المناسب منها لحاجياته .إذ, ينبغي التنسيق و التشاور بين الأساتذة من أجل تحديد نوع الواجبات المناسبة لكل متعلم وذلك بغية علاج مشكل أو كفاية معينة , كما يمكن في هذا الصدد التواصل مع الاباء من أجل تحديد المطلوب من الابناء الاشتغال عليه والتي تكون ذات أولوية للمتعلم , " كمشكل الطلاقة في القراءة مثلا, فيتم التركيز عليها كواجب منزلي خلال العطلة.
وعموما , فإن أصحاب الاختصاص, يرون أن الأستاذ أدرى بمستوى متعلميه, ويتصرف حسب ظروف وخصوصية كل واحد منهم , كما أنه لا مانع في اقتراح أنشطة تعليمية متنوعة على سبيل التعلم وتقوية المعارف وتثبيتها مع مراعاة الكيف وليس الكم ، إذ لا معنى من إغراق المتعلمين بتمارين دون أهداف محددة ، وهنا يتعين على الأستاذ مراعاة يسر الإعداد والإنجاز أثناء اقتراح التمارين والواجبات المنزلية خلال العطل.
