هل يحق للأستاذ(ة) إخراج التلميذ(ة) من القسم ؟
من الظواهر المنتشرة في المؤسسات التعليمية, ظاهرة إخراج التلاميذ من القسم بدعوى عدم إحضار الكتاب المدرسي أو عدم كتابة الدروس أو عدم انجاز التمارين أو الثرثرة مع زميل أثناء حصة الدرس أو القيام بالشغب وما إلى ذلك ...
التلميذ هو محور المنظومة التربوية ، وكل تقصير أو تهاون في حقه يعد مسا بحق من حقوقه, وأحيانا يلجا بعض المدرسين أو الاداريين إلى معاقبة بعض التلاميذ باخراجهم من فصولهم الدراسية بسبب إهمال أو تهاون ، وهو ما يترتب عليه حرمانهم من بعض الحصص ، ويغيب عن البال أن إخراج التلميذ بسبب مخالفة ما قد يعرض الفاعل لمتابعة قانونية خاصة حال تعرض التلميذ لاقدر الله لمكروه (ضرب - جرح - عاهة - حادثة سير - اغتصاب…..)
فهناك مذكرات واضحة في هذا الشأن تمنع منعا كليا إخراج التلميذ من الفصل الدراسي لأن مكانه الطبيعي هو الفصل والاستاذ هو المسؤول عليه في تلك الفترة, فعلى سبيل المثال لا الحصر : دعت المذكرة الوزارية رقم 94 الصادرة بتاريخ 24 يونيو 2009 في موضوع : الكتب والأدوات المدرسية المقررة بالتعليم الثانوي الإعدادي إلى “اجتناب عدم قبول المتعلمين والمتعلمات بالقسم أو حرمانهم من متابعة الحصة التعليمية - التعلمية بسبب عدم اقتناء الكتب واللوازم المدرسية؛ وفي هذه الحالة ينبغي البحث عن الأسباب وإيجاد الحلول التربوية المناسبة”.و قد جاء في مجال حقوق و واجبات الأفراد و خصوصا في المادة 16: "جعل مصلحة المتعلمين فوق كل اعتبار" ؛
مما يعني بأن التلميذ يكون تحت المسؤولية المدنية للمؤسسة التعليمية خلال فترة التدريس المحددة في استعمال الزمن، وأن القاعدة السائدة تقتضي أن يكون دور المدرس هو الاحتفاظ بالتلميذ داخل الفصل من أجل تعليمه وتهذيبه وحمايته وبالتالي فإن مخالفة هذه القاعدة لا تكون واردة إلا بتقرير مفصل يرفعه الأستاذ المعني إلى إدارة المؤسسة، وهنا بالذات، ما يقتضيه تفعيل أدوار الحياة المدرسية، كما ينص عليه أيضا، النظام الداخلي للمؤسسة.
فمثلا في حالة عرقلة السير العادي للحصة لابد من استدعاء الحارس العام , ويقوم بالاتصال هاتفيا بولي الأمر دون إخراجه من المؤسسة .ويقوم الاستاذ في هذه الحالة بتحرير تقرير مفصل حول نوع المخالفة ومدى تأثيرها على السير العادي للحصة. ويسلم نسخة للحارس العام الذي بدوره يسلم نسخة لرئيس المؤسسة من أجل اتخاذ القرارات المناسبة بحقه عن طريق عقد مجلس القسم إن استدعى الأمر ذلك.
بعض الاساليب الوقائية التربوية :
تحرص إدارة المؤسسة والهيئة التدريسية فيها على اتباع الاساليب الوقائية التربوية التالية
-1- احترام شخصية التلميذ ومشاعره.
-2-تفهم حاجات التلاميذ وحسن الاصغاء لافكارهم وارائهم في مختلف القضايا التي تهمهم وافساح المجال أمامهم للتعبير عن هذه الافكار والاراء في حدود اللياقة والمسؤولية تجاه ادارة المؤسسة ومدرسيها.
-3-تطوير وتدعيم النشاطات المدرسية وإشراك التلاميذ والأساتذة فيها بغية خلق تفاعل ايجابي واحترام متبادل بينهما.
-4-التنسيق بين ادارة المؤسسة والمدرسين في مواجهة مشكلات التلاميذ.
-5- عدم التحيز لتلميذ أوفئة من التلاميذ .
بعض الاساليب العلاجية التربوية :
تتبع المؤسسة التعليمية أساليب علاجية تربوية ترمي إلى تحقيق أهداف الانضباط داخل أسوار المؤسسة وعلى مدار اليوم ، ومن بين أبرز تلك الاساليب :
-1-معالجة السلوك غير المرغوب فيه بطرق تربوية إرشادية ، دون المساس بكرامة التلميذ الذي صدر منه هذا السلوك،
-2-اتخاذ الاجراءات اللازمة بحق التلميذ بغض النظر عن وجهة نظر المدرس أوزميله الشخصي.
-3- معالجة المشكلة بعد حدوثها مباشرة ومواجهة التلميذ المخالف على انفراد ،وبحث موضوع مشكلته من حيث الأسباب والنتائج ،وانعكاس ذلك عليه .
-4-افساح المجال امام المرشد التربوي للاسهام في مساعدة التلميذ على تحسين تكيفه الشخصي والاجتماعي .
-5- الانفتاح على جمعية أمهات واباء وأولياء التلاميذ من أجل تنظيم حصص للتوعية, ومعالجة الظواهر السلبية بالمؤسسة.